أتخلل بين الزحام لأرى مصدر الدخان الكثيف الذي يتصاعد للأعلى، أزحف حتى أصل الى الأمام فترى عيني مبنى محطم سقفه لتغادره أبخرة سوداء. يحدق الجميع في ذهول وصمت ومن وقت لآخر أسمع صيحة (فليطلب أحد الإسعاف). ..
«شابٌ أسمر يرتدي عباءةً بيضاء ويطوف الشوارع كشبحٍ عصري يعتلي درّاجة من أحدث طراز». كان ذلك مشهدٌ ضمن تقريرٍ تلفزيوني في إحدى القنوات الأوروبية حول نوعٍ جديدٍ من الدرّجات الهوائية، يجمعُ بين الدرّاجة و ..
الساعة الخامسة وخمس وأربعون دقيقة. أكتشف حانة جديدة في ضاحية حلق الوادي حدّثني صديق لي في العمل عن أجوائها. قررت زيارتها ولحظّي السعيد كان عيد إفتتاحها الأول. “هابي هاور” كامل السهرة. سعر ..
استمعي إليّ جيّداً: كان لنا بيتٌ تسندهُ جدرانٌ كثيرة، ورجلٌ واحد.. رجلٌ واحدٌ فقط، عرفتُ الوطن الكبير من عينيه، كان بكلّ تفاصيله وطناً. ذات غدرٍ ذهبَ هو، وبَقيَتْ جُدراننا تبكي مع أمّي ألم فراقه، أنا ..
يوم مظلم جو غائم طقس بارد شمس لم تشرق بعد أرتدي فستان زفاف له ذيل طويل شديد الرقة، شعري غجري كما هو فيبدو أني لم أذهب للكوافير مثلما يفعلن الفتيات في يوم زفافهن، مساحيق التجميل التى أرتديها كثيرة جداً ..
أتذكر جيداً رصيف الميناء، يوم 3 نوفمبر، الساعة الحادية عشر ودقيقة، يمكنني تذكر عدد الأشخاص يومها على رصيف الميناء وألوان ملابسهم، عدد السفن والمراكب الصغيرة، صوت البحر، عدد أحضان الوداع، البكاء، السحب ..
لحادية عشرة صباحا في نيويورك، العاشرة ليلا في مومباي، و الخامسة مساءا في هذا الحي الشعبي المكتض بالسكان و غير الخاضع لقوانين الدولة و تراتيبها. كنت جالسا في الشرفة المطلة على النهج الصغير، أقلم أظافري ..
سن الأربعين، سن النضج، سن الوصول إلى اكتمال الجوانب الشخصية عند الإنسان، ولكن عندما وصلت إحسان إلى سن الأربعين كان الموضوع مختلفًا. اسمها إحسان عادل، ظل هذا الاسم مبعثًا للسخرية لدى أقرانها في المدرسة ..
شاطئ مفتوح، رماله ناعمة. شمس ساطعة وهواءٌ متوسطيٌّ عليل. كلٌ يضم ركبتيه إلى صدره ويتوه في امتداد البحر، مستأنساً بوجود الآخر، بوجوده المحب، وجوده الأسيل. يحملان عِبء الكتمان الذي طال، والتخفي الذي است ..