يُحكى أنَّ

يُحكى أنَّ .. كان هُناك ..
قصر حُلو .. بلا شُباك ..
يُحكى أن .. …. …………….
لا أتذكر !! ..
كان الفتية في الطرقات ..
جاء الحارس يركض وثباً .. ليُدافع عن شرف ضاع ..
جاء بوجه عكر أحمر .. جاء يُتمتم عندي صداع ..
وبصوت جهوري أكبر .. صار يصرخ باستمتاع ..
مين هناك ؟؟

ليُجيبه أحد الفتيان بكل براءة ووداع ..

–  إحنا..
إحنا الضعفة والمساكين ..
قصدي عُمال البساتين.

– وبتعملوا إيه هنا؟

– أدينا واقفين على الأبواب
بنروي حدايق السلطان
بنرويها بأمل سادة
بنسقيها بحبوب سكر.

–  حبوب سكر ؟

– تحلي مرارة الأيام
فنحلم من بعيد لبعيد
ببكرة الجاي ونسافر
بخيالاتنا لسنين قدام
فيها الحلم متحقق
وأدينا حاضرين… و بنعافر.

– حاضرين فين؟

– حاضرين هنا.. على الأبواب
بنسقي جناين السلطان
بنسقيها بأمل سادة
بنسقيها بحبوب سكر
بنسقيها…
بغناوي الليل
وصوت القهرة والمواويل
هتاااااف مبحوح يهد الحيل
وحيل مسنود علي حيطة
وحيطة عليلة مكسورة
تشوه منظر الصورة
ومتعكز علي عكاز
أمل سادة .. بلا سكر

–  مش فاااهم!!

– بنسقيها…
بحكاوي شهيد
وحلم مديد يمد لفووووق
بجدر شديد قوي متبت
في الأرض وماليها شقوق
بنسقيها …
بدم رخيص .. لكن طاهر
بجسم يحب يتظاهر
دفاعاً عن حقوق الناس
فيبقا مداس
يقولوا عليه شيطان خناس
يشوه شكل سيد الناس
يفرق شعبنا المحتاس
ومتمول ومتخون
وعقله مريض ودا الظاهر..

– وأرض أسيادنا تطرح إيه ؟

– بتطرح نبت شيطاني
بلا مسقى تلاقيه مخلوق
يمد لفوق
يحاوط قصر سلطاننا
بسيقان وجذور
فيبعدنا عن الشبابيك
ويقفل قفل أي أبواب
ويجري ورانا في الشارع
فنجري ونجري ورا بكرة
ويعلا الصوت
مفيش فكرة في ضمير بتموت
ونجري تاني في بلادنا
ونتخبى في حواريها
ونمنح روحنا واحلامها
لفؤاد طاهر ليحميها
لقلب صغير
ليورثها .. وبكرة الجاي يبنيها

– امشوا من هنا.. بلاش دوشة بلاش صوت …

– نغني سكوت..
فيعلا الصوت في ضمايرنا
وتبقا الغنوة معزوفة
على أوتار قلب شديد
لا بيهابك ولا يخافك
قصاد نابك .. واقف عازف
بقلب أصيل.. يقوي الحيل
ويبني الحيطة تا يرسم
عليها فراش .. عليها ألوان
عليها حلمنا المعشوق
ييص لفوق
يخاطب في السماء صاحبه
يقولو يا صاحبي ألوانك
علي الحيطة
هنا في بكرة
وجيتارك قابل ظالم
فحارب ظلمه بالفكرة

– أرجوكم امشوا .. بكر, بتاعكوا دا مش جاي…..
كاد الحارس يبكي كمداً ..
شعر بأمله يصرخ ألماً ..
ثم ذهبنا إلى الميدان ..
وتركنا قصر السلطان ..
ثم ..
ثم أنا لا أتذكر ..
ضاع الماضي قي المستقبل .