الحياة أو الموت البطيء … استاقتني الأولى وسرت على جانبي الأخرى هكذا عَهَدتُ استِلامي لي بلا أسامي … لأبقى حَصْراً لقلّة من مَعانٍ.
عَرَبِيٌّ أنا … مَنْ أنا؟
غَرْبِيٌّ بالتَبَنِّي … شَرْقِيٌّ بالأصْلِ بالعِرْقِ … بالقَلْبِ
فَهَلْ أنا الفاقِدُ للمَجْدِ أَمِ النَّاثِرُ للعَذْبِ؟
فَدَعوني أرجوكُمْ دَعوني أُجيب
وٱدعوا لي إن كُنتُم مِنَ الأَهْلِ بالسَّهْلِ للأَخْذِ منِْ رٌبِّ ذالِكَ النَّبْعِ
فَإِنِّي أكادُ أَلفَظُ أَنْفاسي و أنسى أطماعي
أَنْدَلُسَ الفُرْسِ حَبَشَةَ التُّرْكِ
وَها هُنَا أَمَازيغَ الدَّمِ رَغْمَ صَلابَةِ السَّيْفِ وطولِ الرُّمْحِ و غَدْرِ السَّهمِ
لانَزالُ ها هُنا أباً و أُمْ عَنْ إِبْنٍ ٱبْنِ إِبْنْ
يَهْوى الذِّكْرى كَي لا يُنسى فَيُعاد
حَتَّى يَظْهَرَ الحَقُّ الحَاقُّ فمَنْ غَيْري يَوَدُّ اللَّحاقْ
بِاسْمِ الرَّبْ … بِاسْمِ الرَّبِّ وباسْمِهِ على الأفواهِ
ٱقْتَتَلَ وٱعْتَدَى الأَخُ على الأَخْ …
صَلَّبْناَ الرَّسولْ ،وتَقَوَّلْناَ على أنَّهُ كانَ مُجَرَّداً
ذَالِكُمْ هَلْ ضَحَّى فَكَيْفَ أضْحى بالذّاتِ ٱبْنَ الرَبِّ الرَاسِلَ فَالمَرسولْ
هَذا مِنْ بَعْدُ أمَّا قَبْلُ … آشُورَ بـَابِلَ و أَلْواحِ الأَحْجاَرِ و الطِّيـنِ و المَسَامِـيرِ الغَابِـرةْ
التي تُوخِزُ و تَنْغَرُ فَتَخْتَرِقُ بـَـالي فَتُنْشي جَوارِحَ فُؤادِيَ
نَثَـرْتُ عَنْهَـا بَعْدَ التَّنْقيبِ و الحَفْرِ … ما ظَلَّ مِنْ غُبـاَرٍ عَلى جَنَبِ رُفَاةِ أَجْدادِيَ
حَتَّى فَقَدْتُ الظَّاهِرَ مِنْ أَبْصَارِيَ …
فَسَمِعْتُ أصْدَاءً لِلْحِينِ تُؤرِقُ خَاطِري المَسلُوبَ عَلى أَنْقاضِ الآشُورِ و المَمَالِكِ السَّرْيـانِيةْ
فَكَمْ حُدِّثْـنـا بِعُظماءٍ بَنُو الماضي و إن رَحَلو بَقينَا على أبْوابِهُُمُ و على أعْتابٍ مِنْ ذِكْرٍ
و حِكَمٍ حَرِصنا عليها فاليَوْمَ و للغَدِ أُحْضِرْنا
فَمَوْعِدُ العَدِّ ٱنْعَدْ … السّابِقُ آبِقُ ، و المُمَهَّلُ آهِبُ
أنا السَّائِلُ الجاهِلُ …لِجَوابٍ ٱنْهالَ مِنَ العِلْمِ الوافِرِ
أَيْنَ الدَّمُ… أيْنَ ٱنْساحَ و هَلْ الإلْتَأَمَ الجُرْحُ و زالَ النَّدْبُ
و لَإِنِّي أَعْجَزُ عَنِ الحَديثِ عَلى أَصحابِ مُحَمَّدٍ و أهْلِهِ ، و ما حَلَّ بِجَزيرةِ العَرَبِ
أَتَحَاشَى ذِكْرَ رِفَاقِ موسى و آلِهِ ، تِرْحاَلَهُمُ مابيْنَ النَّهرِ و النَّهرِ وحَالِهِمُ
أَيُّ نِــيلٍ نِلْــنـاَ … و عَلى أَيِّ فُراتٍ ٱفْتَرَينا و ٱفْتَرَقْنـاَ
بِمَا يَجُولُ في الذِّهْنِ مِن ٱرْتِمَـاءْ على المَوْجُـودِ مِن ٱنْتِمَـاءْ
كَمَنْ يَفْصِلُ المَاءَ عَنِ المَاءِ … بَعْضُهُ تَحْتَ الأَرْضِ ، الآخَرُ عَلَيْهـَا والبَاقي يَعْلُو إلى أَنْ تُعيدَهُ السَّماءْ
كَفِكْرةٍ… فَمَبْدَأ لِصِراعٍ مُشَرَّعْ
لَمْ تٌعْجِبني لِوَهلةٍ أبَداَ…
و لَمْ تُقْنِعْني بِالمَرَّةِ أسَفاَ
سَلِيلُها الجُرْمُ السَّاقِطُ المُنِيرُ لِلمُحِيطِ
والمُحْتَرِقُ إلى أنْ يَسْقُطَ على السَّافِلِ أَيْنَماَ وُجِدَ
ضَرْبٌ مِنْ مُثُلٍ هذا … لِجَمْعِ ما ٱجْتَمَعَ مِنْ شَتاتٍ أبَى إلاَّ أن يُفَرِّقَ المَشْمُولَ بالعِنادِ البائِدِ و إن بَدَا في بادِئِ البَدْءِ أَمامَ بِرِّ البُرْهانِ ناكِراً جاحِدَا
يُسْراً يُسْرَا فَجُزْءً جُزْءَا تَشِيئُ الأشْياءُ فَتَغْدُو أُخْرَى
فَما مِنْ ثابِتٍ في حَياةٍ مَأْخوذَةٌ حَتْماً بَعْدَما تُؤْتَـى
أَمَّا أيَّامُنا هَـاتِهِ أَهْوالُنَا …صائِبَةٌ أَصَابَتْ عُصْبَتَنَا و نحْنِ عَنْ سابِقِينَا غَيْرُ آبِهِيـنَ
فحاضِرُنا ٱمتِدادُ ماضِينـَا والمُقْبِلُ نِتاجُ عُصارَةٍ مِنَ المُجْمَلِ و بِماَ تَقْدِرُ على حَمْلِهِ عُقولٌ
تُحَرِّكُ أَيـَاديِنـَا
إن قُلْتُ أَناَ لَسْتُ أنْتَ صَدَقتُ
و إِن أَضَفْتُ أنا أنْتَ كذالِكَ ظنَنْتُ إلى أن صُدِّقتُ
عَرَبِيٌّ أنا … مَنْ أنا؟